دور الأمن السيبرانيّ في حمايّة النسيج المجتمعي

الملخص

إنّ البحث الحالي هدف إلى توضيح العلاقة بين وجود الأمن السيبرانيّ وبين دور الأمن السيبراني في محاربة الهجمات السيبرانية، وذلك من خلال التساؤل الإشكالي التالي: ما هو دور الأمن السيبرانيّ في حمايّة النسيج المجتمعي؟، وتفرّع من الإشكالية العديد من التساؤلات المرتبطة بها، لمعرفة الأمن السيبراني بمفهومه الحديث وتأثيره على الحد من الهجمات السيبرانية، ووضع لها العديد من الفرضيات، وقد تم تحديد العديد من الأهداف التي تمثلت في الاطلاع على واقع الهجمات السيبرانيّة الإلكترونية الحاصلة، والتعرف على تأثيرها على النسيج المجتمعي، والتعرف على أهميّة الأمن السيبرانيّ في مكافحة الهجمات الإلكترونيّة السيبرانيّة، ولتحقيق هذه الأهداف تم استخدام المنهج الاستقرائي، وأهمية البحث انبثقت من حداثة الأساليب التي يتم استخدامها في مجال القرصنة، ولجوء المجموعات المتنوعة إلى القرصنة لاختراق النسيج المجتمعي، وتسليط الضوء على أهميّة الأمن السيبرانيّ في مكافحة الهجمات الإرهابيّة الإلكترونيّة، وتوصّلنا إلى العديد من النتائج من أهمها أن عصرنا الحالي يعتبر عصر الإعلام الرقمي، حيث إن هناك انتشار كبير للوسائل الإعلاميّة المهنيّة وغير المهنيّة، وهذا الأمر تبعه وجود الكثير من التجاوزات، هذه التجاوزات كانت بسبب طبيعة هذا النوع من الإعلام، حيث إنه رقميّ، وبالتالي يمكن قرصنته "رقمياً"، وكثرت هذه الهجمات في المجالات كافة، السياسيّة، الاقتصاديّة، الاجتماعية، وبشكل خاص من قبل المجموعات الإرهابيّة التي تسعى لاختراق المجتمعات، وهنا زادت الحاجة لوجود مجالاً أمنياً، وهو الأمن السيبرانيّ الذي يسعى لمكافحة الهجمات الإرهابيّة التي تستهدف أفراد المجتمع، كما أن الأمن السيبرانيّ يعتبر حاجة ضروريّة في وقتنا الحالي بسبب كثرة الهجمات الإرهابيّة الإلكترونيّة، كما الأمن السيبرانيّ يعتبر مجالاً مستقلاً يحتاج مختصون فيه ليتم تطبيقه بشكل صحيح ومفيد، فضلاً عن أنّ تطبيق الأمن السيبرانيّ يختلف من دولة لأخرى على وفق متطلبات كل دولة، وهذا ما يتم تحديده من قبل المختصون، وإن الهجمات السيبرانيّة تكثر من قبل المجموعات الإرهابيّة لما لها من قدرة على تفكيك النسيج المجتمعي وتبديل أولوياته ودوائر انتمائه، في حين إنه يعتبر مهم لضمان تماسك المجتمع وبقائه بجانب بعضه البعض وبشكل خاص في فترة الأزمات، كما أن المجموعات الإرهابيّة تستغل الهجمات السيبرانيّة لأنها تضمن التخفي وعدم الظهور العلني المباشر، وإن الهجمات السيبرانيّة لها العديد من الأشكال التي قد تكون سياسيّة، اجتماعيّة، اقتصاديّة، ثقافيّة، وغيرها من الهجمات، كما حدد الباحث بالعديد من التوصيات، تتمثل بضرورة وجود تخصصات مرتبطة بالأمن السيبرانيّ في المؤسسات التعليميّة الجامعيّة، بالإضافة لضرورة إنشاء هيئات متخصصة بمواضيع الأمن السيبرانيّ تعمل على مراقبة نشاط المجموعات الإرهابيّة الإلكترونيّة وملاحقتها، فضلاً عن ضرورة وجود تشريعات دوليّة ضامنة تسعى لتوحيد الجهود لضبط الهجمات الإرهابيّة السيبرانيّة.