أسماء الله الحسنى في سورة الأنفال – مقاربة في ضوء الاستعمال القرآني

الملخص

القرآن كتاب الله المعجز لا تنفد عجائبه ولا يعجز الدارس في الوقوف على غرائبه،وقد تفرد هذا الكتاب عن غيره من الكتب بان لكل واحد من ألفاظه أو مفرداته خصوصية في الاستعمال والتوظيف والدلالة، لذا ارتأيت دراسة أسماء الله الحسنى في سورة الأنفال لتحليل وتبيين ما تضمنته هذه الأسماء في السورة من معان ودلالات، وإيحاءات بلاغية بارزة من خلال الكشف عن دلالتها المعجمية وما تحمله من معنى افراديا ينسجم مع السياق العام لها،وقد قدمت لذلك بمهاد عن اسم السورة ومكان وأسباب نزولها وفضلها بين السور لبيان ما يحيط بالنص وأثره في الكشف عن المعنى، فتناولت في المبحث الأول: اختيار الأسماء الحسنى في السورة لدلالتها المعجمية الدقيقة وصيغتها الصرفية بما يكسبها معنى قرآنيا يكشف عن سر اختيارها وتوظيفها في سياق خاص دون الآخر؛ فالقرآن نزل بلغة العرب وهم يدركون دلالة ألفاظه، ونسق نظمها، وتأليفها؛ لذا كان التركيز في هذه الدراسة على ما تضمنته أسماء الله الحسنى من دلالات ومعان ترتبط بسياق النص الجزئي وما يرتبط به من القرائن اللفظية داخل النص،وسياق النص الكلي وما يحققه من تمام المعنى في المبحث الثاني: من خلال دراسة المناسبة البيانية بين هذه الأسماء،وما يرتبط بها من أسباب النزول أو الظروف الملابسة للنص، وأثر ذلك في توجيه المعنى، والوقوف في المبحث الثالث: على دلالة تكرار الأسماء الحسنى في هذه الآيات وما تضمنته من معان في الإخبار، ووصف حال المسلمين،وذم لصفات المشركين وغيرها من الدلالات الخاصة لكل موضع تكرر فيه الاسم منفردا أو متلازما مع اسم آخر من الأسماء الحسنى؛ فالإعجاز القرآني في هذه الأسماء تجلى في العلاقة المضمونية لكل واحد منها في ضوء الاستعمال القرآني لها في السورة،وارتباط دلالتها ومعانيها بالسياق العام بما يتلائم مع خصائص التعبير القرآني في هذه السورة.