أثر التراث في شعر بدر شاكر السياب
الكلمات المفتاحية:
الموروث العربي، الموروث الإسلامي، بدر شاكر السياب، المرجعيات الثقافية، التراث، الشعر الحرالملخص
يعدّ أثر القرآن الكريم بارزا في شعر السياب أسلوبا ومضمونا وتراكيبا، ولكنه لم يكن يقتبس على الطريقة القديمة في الاقتباس، بل هو يفيد من القرآن وأساليبه، ويطوِّر هذه الاستفادة بعد هضمها باتجاه الآية، أو بمعنى مغاير للأصل. وكذلك فقد حفظ الكثير من الشعر القديم وهضمه ورصع به ديباجة شعره بصورة مباشرة وغير مباشرة، فمن اللغة والمفردات إلى الأساليب والتراكيب والى التضمينات الشعرية والاقتباس، فالتضمين عنده له علاقة واعية مع القديم، وفيه إثراء للتجربة وتعميق للمعنى، ووظف السياب الرموز التراثية في قصائده، وفكك الحكاية الأسطورية والحكاية الدينية وحكاية التراث الشعبي، ثم أعاد تركيبها بما يتناسب وتجربته، لأنه يعبر عن عصره لا عن عصور سالفة، وما هذه الحكاية سوى وسيلة تعبيرية لا غاية في حد ذاتها. فقصيدة السياب تعبير بالتراث عن المعاصرة وبالماضي عن الحاضر، وان علاقة الشاعر بتراثه علاقة جدلية، يتبادل فيها الشاعر والتراث التأثر والتأثير، فهو يعبر من خلالها عن تجربته، فيوظفها توظيفاً معاصراً، فتزداد العناصر التراثية غنى وإيحاءً. فالسياب قد انطلق من التراث لتوظيفه والتعبير به عن تجارب معاصرة، وقد اختار منه ما يلائم تجربته، فلم يأخذه جملة وتفصيلا وإنما انتقى من الحدث الإضاءة أو الموقف المناسب، وحوّر فيه بحيث يستطيع الشاعر أن يضيء تجربته. ويمكن القول إن السياب في حركته التجديدية كان حداثياً ومثقفاً بثقافة عصره وفي الوقت نفسه كان أقرب أبناء جيله من التراث؛ فلم ينفصل عنه ولم يعلن القطيعة بل العكس، إذ تواصل معه وبالتالي تواصل مع نفوس المتلقين التي التراث فيها متجذر، وهكذا اقترب الشعر من الحياة، وأصبح التراث –بهذا الاستعمال– مادة درامية قابلة للحياة ولإعادة الصلة بين الشعر والناس.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2023 مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.