الناجيات الايزيديات بين مأساة الابادة وواقع المخيمات دراسة ميدانية لواقع الناجيات من اسر داعش

الملخص

إن المخيمات عبارة عن تجمع تراكمي لا يشكل احساسا بالانتماء ولا يشكل جسما اجتماعيا متماسكا، ولذلك لم تكن المخيمات مهيئة لتلبية الاحتياجات، ولا تصلح لممارسة أي جهد أنساني، ولا هي بالمكان التي تصلح للعمل إلاّ في اضيق الحدود، تكاد تخلق احساسا لمن يسكن فيها بانه مهمل، بل أن الحياة في المخيمات تذكرهم كل يوم بما فقدوه، فانهم يجدون انفسهم يدورون في حلقة مفرغة لا فكاك منها من الواضح أن قضية النساء الايزيديات باتت قضية إنسانية ومجتمعية عامة من جهة وقضية خاصة تتعلق بالنساء وما تعرضت له من اشكال الاختطاف والاغتصاب والعنف. تسعى هذه الدراسة لتبحث أوضاع الفتيات والنساء الايزيديات ما بعد عودتهن من الاختطاف وحول واقع الخدمات المقدمة لهن من بعض المنظمات الدولية والمحلية. وانطلاقا من أهمية توثيق هذه الخدمات التي قدمت للنساء والفتيات في مخيمات النزوح تركز الدراسة على الاطر الخدمية المقدمة لهن، كونها تعد خطوة مهمة في معرفة حجم الفجوة في خدمات الحماية المقدمة لهن، كما أنها تساهم في تحديد الاولويات التي يجب الآخذ بها عند وضع الخطط المستقبلية، لتحقيق أوضاع أفضل للنساء الايزيديات الناجيات من العنف، مبينه أن النساء أصبحن يعانن من أشكال متعددة من الانتهاكات المرتكبة ضدهن، فهن عانين كثيرا من الآثار الناجمة عن سيطرة عصابات (داعش) الاختطاف والاغتصاب،والزواج القسري، والاسلمة الاجبارية... وغيرها، ولا زلن يعانين بعد عودتهن، مصيرا مجهولا، إِذْ أمست الفتيات والنساء اليوم أرامل أو يتامى في أوضاع مجردة من آليات الحماية والدعم، فتفتقد أغلب الناجيات سواء المقيمات في المخيمات أم خارجها، إِلى الخدمات الصحية، بما في ذلك الدعم النفسي الاجتماعي. إذ تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها النساء الايزيديات داخل المخيمات، وتحديد أهم الخدمات المقدمة للنساء الايزيديات ومدى فعاليتها في تغطية أحتياجاتهن، ونظرا لاهمية هذه الدراسة سوف يتم الاعتماد على منهج دراسة الحالة، لانه يكشف لنا عن قرب الواقع الحقيقي والفعلي لاوضاع النساء الايزيديات بعد عودتهن في المخيمات.