الحرب الفرنسية و الهندية و أثارها في أمريكا الشمالية (1756-1763 )
الملخص
بدأت القوى الأوروبية صراعها في مستعمراتها بجميع أنحاء العالم بعد أن أمتدت شرارة الحرب في أربعة قارات : أمريكا الشمالية ,أوربا ,آسيا ,أفريقيا في العام 1756 ، وبذلك كانت الحرب الفرنسية والهندية جزء من ذلك الصراع الاوربي للسيطرة على الأراضي الواقعة غرب جبال أليغيني Alleghanyفي وادي نهر أوهايو في امريكا الشمالية , إذ كانت المنطقة الواقعة غرب تلك الجبال عبارة عن اراضي شاسعة يقطنها الهنود الحمر المتكونة من ثلاثة قبائل هندية ( سينيكا ، ديلاوير ، شوني ) في وادي نهر أوهايو العلوي, اذ يتراوح عددهم مابين 3000 إلى 4000 هندي , وقد كانوا يعتمدون على الصيد وصيد الأسماك والزراعة , فحققوا اكتفاءاً ذاتياً فضلاً عن اصطيادهم حيوانات كالقندس للاستفادة من فروها لغرض التجارة, وفي ذلك الوقت وصل عدد قليل من التجار الفرنسيين والبريطانيين عبر المنطقة فمارسوا التبادل التجاري مع قرى الهنود الحمر تمثلت بالفراء والطعام والمنتجات المعدنية والقماش والأسلحة النارية وغيرها , كما امتاز الهنود الحمر بقوتهم كمحاربين أشداء وكشافة مهره أثناء الحرب الفرنسية والهندية ، وغالباً ما كان وجودهم بجانب أحد الاطراف يُحدث فرقاً بين الفرنسيين والبريطانيين سواء بالهزيمة او الانتصار .
وتجدرالاشارة الى أن قبائل الهنود الحمر كانوا يقطنون وراء وادي نهر أوهايو وتحيط بالبحيرات العظمى ميشيغان, قبائل (الاوجيبوا و البوتواتومي و الاوتاوا ) تلك القبائل كانت حليفة لفرنسا , أطلقوا عليهم تسمية (الهنود البعيدين) وذلك لبعدهم عن كيوبك , ودائماً الفرنسين ما يطلبون مساعدة هؤلاء المحاربين لتقديم الاسناد لهم في الدفاع عن مستعمراتهم في ميشيغان.
وقد كان لدى فرنسا ثلاث مستعمرات وهي : كندا على طول نهر سانت لورانس وتمثلت في كيوبك و مونتريال ، وإلينوي وسط وادي المسيسيبي ولويزيانا نيو أورلينز وغرب المسيسيبي في ساولت سانت ماري - ميشيغان , ويبلغ عدد المستوطين الفرنسيين حوالي (70000) في جميع أنحاء المستوطنات الفرنسية , يعتمدون في اقتصادهم على التجارة مع الهنود الحمر وكان نظاماً اقتصادياً ضعيفاً ، ولم تكن المستعمرات الفرنسية مكتفية ذاتياً ,فقد كانوا بحاجة إلى شراء الطعام من الهنود أو استيراده , ومن المفيد أن ننوه كانت علاقة المستعمرين الفرنسيين مع الهنود الحمر مختلفة كثيراً عن علاقة البريطانيين مع الهنود الحمر, فقد نظر الفرنسيين إلى الهنود الحمر كشركاء تجاريين وأقاموا علاقات شخصية مع زعمائهم الذين يتاجرون معهم, وأصبحوا جزءاً من المجتمعات الهندية وذلك عن طريق التزاوج معهم بينما نظر البريطانيون الى الهنود الحمرعلى انهم عبيد ويعاملونهم بتعالي وتكبر وغطرسة.
لكن ما أن وصلت شرارة حرب السنوات السبع في اوربا الى امريكا الشمالية في العام 1756 ، حتى هيأت المستعمرات البريطانية نفسها للحرب مع الفرنسيين, وقد كان الصراع مدعوماً بالوعظ المتحمّس لرجال الدين البروتستانت , الذين كانوا يدعون إلى تدمير مستعمرات فرنسا الجديده الكاثوليكية , كانت الحكومات الاستعمارية تكره استخدام الخطاب اللاذع لرجال الدين ، لكنها استخدمت الدين كمبرر لزيادة القوات لإرسالها في الحروب , وكان الجنود أنفسهم منتمين إلى عامة الناس الذين كانوا متدينين للغاية ، وكانوا يعتبرون أنفسهم مبعوثين من الرب , تظافرت تلك العوامل لتجعل الحرب الفرنسية والهندية صراعاً استعمارياً في أمريكا الشمالية, والتي يشير اليها الأمريكيون بأسم (الحرب الفرنسية والهندية) , ويشير الكنديين وخاصة المنحدرين من أصل فرنسي إلى الصراع على أنه (حرب الفتح) , أما في أوربا فسميت (حرب السنوات السبع) , لم تكن تلك التسميات دقيقه تماماً ، لأن الصراع الذي اندلع ما بين العامين 1756 - 1763 (سبقته الأعمال العدائية قبل الإعلانات الرسمية للحرب بسنتين) , وقد وضعت الحرب القوتين الكبيرتين في العالم ( فرنسا وبريطانيا) ضد بعضهما البعض في صراع كبير للسيطرة الاستعمارية على امريكا الشمالية .
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2023 مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.