الدلالة الإيحائية في مرويات الإمام علي بن محمد الهادي (ع) في ضوء اللسانيات الإدراكية

الملخص

لقد تناول البحث ظاهرة الدلالة الإيحائية الذي يرجع مفهومها اللغوي إلى علم اللسانيات الإدراكية، ويعد هذا المفهوم ذا خصيصة بارزة في اللسانيات المعاصرة، وتنماز الدلالة الإيحائية: بأنها ذات إجراءات ومعارف متكافئة تتجه نحو عملية انتاج معنى المعنى من الكلام اللغوي بمعانٍ ومقاصد مختلفةٍ بحسب مستعمليها، سواء بتأثير المفردة اللغوية صوتياً أم صرفياً أم تركيبياً أم معجمياً، فالدلالة المركزية في البنية اللغوية والدلالة الإيحائية بالمعنى الهامشي أو المضافة لتلك البنية والمتفرعة منها، بمعنى أن توافق دلالة ما يخرج من الفهم كصورة ذهنية تعلل تلك البنية وتجعلها في محيط يطرح منها تلك الدلالة نفسها للقبول والمشروطة بالإدراك؛ لتعد بذلك ظاهرة اجتماعية مشتركة وليست عملية ذاتية فردية، والأبنية الذهنية نفسها تتحكم بالإدراك وهي بذلك تؤسس لنظام لغوي، وهو ما يراه (جاكندوف) بأن مستويات التمثيل الذهني للبنية اللغوية منسجمة تماماً لما يحيطها من نظام لغوي يحقق نظرية لسانية شاملة، وما كلامُ الإمام المعصوم(ع) إلا خطوة مهمة في استثمار الجهد اللغوي واللساني، لذا أسس البحث على المنهج اللساني الوصفي والتحليلي الذي قصد البحث فيه رحلته من حيثيات الآليات المستعملة للنظرية اللسانية الإدراكية، ومعتمداً على خطابات الإمام(عليه السلام) للمتلقي، وأن أضع جلّ اهتمامي على دراسة الدلالة الإيحائية التي تحقق مقبوليته عند المتلقي.