أَثر رواية ما بعد الحداثة في تشكيل وعي القارئ ... روايةُ (خارج الحدود) إِنموذجًا

الملخص

الحمد للروايةِ مكانة مُهمة بين القراء؛ كونها تقول مالا يقولهُ التاريخ, الشيءُ الذي جعلها خطابًا ثقافيًّا ينطقُ برؤى مُعينة لثقافةٍ أَو مجموعة مُعينة تعكس رؤيتها للعالم, بذا فإنَّها تسهم في تشكيل الوعي والمعايير الاجتماعيَّة بصورة ما. هذا النوع من الروايات ينتمي لروايةِ ما بعد الحداثة؛ لما تحمله هذه الروايات من ثقافة بعد حداثيَّة بطابعِها التشريحي للواقع بحسبِ ستيفن هيث: فهي" ثقافةٌ قادرة على إِنتاج الحكايات بغزارةِ الوهم"[ينظر: بروكر,1995. 365_367], مما يعطيها الأَهميَّة في الدرسِ النقدي. ومصطلح ما بعد الحداثة كما قال محمد سبيلا: "مصطلحٌ مطلي بالصابون"[سبيلا,2007, 61]؛ كونهُ مُنزلقًا قد يحرف فكر القارئ بعيدًا عن مساره, فروايةُ ما بعد الحداثة تحملُ جانبين: ايجابي: تظهر تاريخ المُهمشين وتُركِّز على المسكوت عنه, وسَلبي: يتمثل بالتشكيك غالبًا بالثوابت والتنكر لها, والخطر يكمن في إِظهار المكبوتات ودورها بإِعادة تشكيل الوعي بحجةِ انَّها حلول للواقعِ المعيش. يُركّز البحث على (الجانبِ السَلبي) مُتخذًا رواية (خارج الحدود) للكاتبة نور الهدى كناوي انموذجا؛ لما حملته من حمولات فكريَّة وما أَخرجته من تابوات. إِشكاليَّة البحث: كيفيَّة إِعادة تشكيل الوعي للقارئ وفق ما تطرحه الرواية, وأَبرز الآليَّات التي تسهم في تشكيله. أَمَّا هدفه: إِظهار أَثر السرد في تشكِّل الوعي, وفق منهجيَّة (الوصف والتحليل). تكوَّن البحث من محورين: (النظري) بعنوان (الروايةُ كخطابٍ ثقافي), بثلاث فقرات: الأَولى: تكلمت عن الروايةِ وتأثيرها الثقافي, والثانية: دورُ الروايةِ في تشكّل الوعي, والثالثة: دورُ الرواية والقارئ في خلقِ المعنى. أَمَّا المحور (التطبيقي): بعنوان: (آليَّات تشكّل الوعي في روايةِ خارج الحدود), تضمن ثلاث فقرات أَيضًا: الأَولى: تكلمت عن الشخصيَّةِ الروائيَّة ودورها في تشكل الوعي, والثانية: دورُ الحدث الروائي في التشكّل, والثالثة: دورُ النقد السلطوي في تشكل الوعي. لننتهي بالخاتمةِ والنتائج والهوامش والمصادر.