اللغة والهوية في عالم العولمة المعاصر: تحليل اجتماعي لغوي

الملخص

تبحث هذه الدراسة في العلاقة الاجتماعية اللغوية بين اللغة والهوية في سياق العولمة. ففي عصرٍ يتّسم بالتطور التكنولوجي السريع والترابط العالمي المتزايد، لم تعد اللغة وسيلة للتواصل فحسب، بل أصبحت أيضًا مؤشراً محورياً للهوية الشخصية والاجتماعية والثقافية. وتستكشف هذه الدراسة الكيفية التي يُنشئ بها الأفراد والجماعات هوياتهم ويتفاوضون بشأنها من خلال استخدام اللغة في البيئات متعددة الثقافات واللغات. ويُولى اهتمام خاص لتأثير العولمة على أيديولوجيات اللغة، والخيارات اللغوية، والمواقف تجاه اللغة ، لا سيما في الفضاءات الرقمية حيث تُواجه المعايير التقليدية تحدياتٍ ويُعاد تعريفها. وباستخدام إطارٍ اجتماعي لغوي وتحليلي للخطاب، تبحث الدراسة في كيفية عمل اللغة كموردٍ ديناميكي لبناء الهوية، وكيف تُعيد وسائل التواصل الرقمية تشكيل الممارسات اللغوية. كما تُسلّط الضوء على كيفية انعكاس التنوع اللغوي وممارسات تبديل اللغات على تطور مواقع الهوية وديناميكيات القوة في التفاعلات العالمية. وتشير النتائج إلى الدور المزدوج الذي تلعبه الوسائط الرقمية في كل من تعزيز التسلسلات اللغوية، وتوفير فضاءات للأصوات المهمشة كي تُعبّر عن نفسها وتستعيد هويتها.

تُسهم هذه الدراسة في النقاشات النظرية والتطبيقية في علم اللغة الاجتماعي وسياسات اللغة، والتعليم، والتواصل بين الثقافات. ومن خلال التركيز على دور اللغة في تكوين الهوية، تسعى الدراسة إلى تعميق الفهم حول كيفية تأثير الممارسات اللغوية في تعزيز التماسك الاجتماعي، والانتماء الثقافي، والتفاهم المتبادل في عالم يزداد تنوعًا وترابطًا.