الحوار التواصلي في ضوء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة – دراسة موضوعية –

الملخص

يقدم هذا البحث دراسة موضوعية تستهدف استخلاص الأسس النظرية والتطبيقية للحوار التواصلي في الإسلام، بالاستناد إلى القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ويؤكد على أن الإسلام، بشمولية رسالته، يمثل إطاراً مرجعياً ثرياً لبناء جسور التواصل بين الشعوب، حيث تزخر مصادر التشريع بتوجيهات قيمية تدعو إلى الحوار البناء، واحترام الآخر، والتعاون ونبذ التعصب. تكمن أهمية الدراسة في سعيها لفهم وتفعيل توجيهات الشريعة في العلاقات التواصلية، والمساهمة في بناء عالم أكثر سلاماً وعدلاً، وإثراء النقاش الأكاديمي حول مفهوم الحوار من منظور إسلامي أصيل. وقد قُسم البحث إلى تمهيد تناول مفهوم الحوار وركائزه، وثلاثة مباحث تناولت تأصيل الحوار من القرآن والسنة، ثم خاتمة بأهم النتائج. وقد بين البحث أن الحوار في الإسلام أسلوب أصيل للدعوة، ويرتكز على وجود طرفين متحاورين يتخليان عن التعصب، وقضية محددة للحوار، وأسلوب سلمي يعتمد الحسنى. كما فرق بين الحوار والجدل، مؤكداً على أهمية الجدل الحسن في الدعوة مع أهل الكتاب وغيرهم. وأظهر البحث تأصيل الحوار في القرآن من خلال آيات عديدة وأساليب متنوعة للمحاججة، وفي السنة النبوية من خلال مواقف الرسول وحواراته مع مختلف الأطراف. وخلص البحث إلى أن الحوار التواصلي يكتسب أهمية كبرى في الإسلام، وأن القرآن والسنة ركزا على الحوار الجاد والنافع القائم على الحرية الفكرية والمشتركات الإنسانية، مؤكداً على أهمية الحكمة والموعظة الحسنة في الدعوة، وأن الحوار والثقافة محوران مهمان في حياة الشعوب، مما يستدعي قبول ثقافة الآخر والتبادل معه.