مقومات الفكر الاسلامي لمواجهة ظاهرة الغلو نظرة معاصرة

الملخص

بين البحث ان القضايا المطروحة كمشكلات وصعوبات وتحديات تواجه المجتمعات الإسلامية كثيرة، والتساؤلات التي تتصل بتلك التحديات كثيرة أيضاً، وتؤدي هذه الكثرة والتعدد إلى تباين واختلاف وجهات النظر التي تعالج هذه القضايا والتي من ضمنها ظاهرة الغلو. تطرق البحث الى أن الفكر ليس شيئاً مطابقاً للأحكام والمبادئ، ولا مطابقاً للثقافة أو العقل أو العلم، وإنما هو استخدام نشط لكل ذلك بغية الوصول إلى المزيد من الصور الذهنية عما يحيط بنا من أشياء وأحداث ومعطيات حاضرة وماضية وتوسع مجال الرؤية الآفاق المستقبل. اكد البحث ان الغلو هو الخروج عن القواعد الفكرِيَّة والقيم وَالمعايِيرِ والأساليب السلوكيَّةِ الشائعة في المجتمع، بحيث نجدٍه يعبر عن نفسه من خلال العزلة أو السلبية أو الانسحاب في مرحلته الأولى. تكمن اهمية البحث الى ان الشريعة جاءت لحفظ النفس والعرض والدين والعقل والمال، وهذا الحفظ لا يتحقق بدون أمن واستقرار، كما ان تحقيق الأمن مطلب فطري، وحاجة إنسانية ملحة، لا تستقيم الحياة بدونها، وهو سبب رئيس في تقدم الأمم ورفعتها، وإن انعدام أو قلت الأمن سيطر على النفوس الهلع والفزع والخوف. خلص البحث الى ان الغلو يتضمن التفريط والتساهل في الأمور وعدم إعطائها ما تستحقه، كما يتضمن الإفراط والمبالغة في الأمور وإعطائها أكثر مما تستحق وإن الوسطية لها أثر كبير في مواجهة الغلو وذلك من تحقيق الأمن والاستقرار المجتمعي وتحقيق الانفتاح والتواصل مع الثقافات الانسانية.