تهميش المرأة ونقد الأمومة في الرؤية الشعرية لأبي العلاء المعري

المؤلفون

  • انعام قاسم حسين التميمي

DOI:

https://doi.org/10.56924/tasnim.s1.2025/15

الملخص

في زمنٍ هيمنت فيه النُّظم الذكورية وتُوِّجت فيه الأمومة بوصفها غاية وجود المرأة، جاء أبو العلاء المعرّي كصوتٍ فكريٍّ شاذّ ومتمرّد، يفتح جرحًا فكريًا لم يُطَبّب بعد. لم يكن المعري شاعرًا تقليديًا يرثي المرأة أو يمجّدها ضمن الصور النمطية، بل كان فيلسوفًا عدميًا ينظر إلى الحياة بوصفها عبثًا، ويرى في الأمومة آلية قسرية لاستمرار المعاناة. وهنا نتحرى بعمق كيف عَمِد المعري إلى تهميش المرأة في شعره، لا من موقع كراهية، بل من زاوية فلسفية رافضة للوجود ذاته، حيث تصبح الأم مجرد أداة لإنتاج الألم. ومنها ننطلق إلى تحليل نصوص المعري من دواوينه الأساسية، ونربطها بسياقات فكرية حديثة، لاسيما من منظور النقد النسوي والوجودي, ليكشف عن موقف المعري من مؤسسة الأمومة ذاتها، بوصفها عماد نظام اجتماعي قمعي, بذلك، فإن المعري لا ينتقد النساء كأفراد، بل ينتقد آليات إنتاج المعاناة المرتبطة بدور الأم كخاضعة ومُنتِجة, إذْ تتّخذ الأمومة صفة القداسة في بنية الوعي العربي التقليدي، وتُصاغ في خطاب الثقافة باعتبارها وعاءً للخلق، وحارسةً للأخلاق، وأداةً للتكاثر الاجتماعي, لكن في ثنايا النص الشعري لأبي العلاء المعرّي، تنفجر هذه التصوّرات من الداخل، ويُعاد النظر في ماهية "الأنثى" و"الأم" بوصفهما تمثّلين لجبرية الوجود، لا لرحمته, ولم يكن المعري كارهًا للنساء، بل كارهًا لاستمرار النسق الكوني القائم على الألم، وقد رأى في المرأة – تحديدًا في الأم – حلقةً من سلاسل العبودية للزمن والتكرار البيولوجي القسري. وينطلق هذا البحث لتقديم قراءة فلسفية في شعر المعري، تُعيد تموضع مفاهيم المرأة والأمومة في إطار رؤيته التشاؤمية الكونية, فنحن لا نواجه شاعرًا يهمّش المرأة من موقع فوقي، بل مفكرًا يرفض العالم بأسره، ويشتبك مع الأمومة لا كحنان، بل كشرط وجودي فرضيّ. تظهر الأم في لزومياته وسقط الزند لا كمصدر للحياة، بل كبدايةٍ لجريمة وجودية لا طائل منها: "هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد".

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2025-08-15

كيفية الاقتباس

التميمي ا. ق. ح. (2025). تهميش المرأة ونقد الأمومة في الرؤية الشعرية لأبي العلاء المعري. مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية, 4(3), 303–316. https://doi.org/10.56924/tasnim.s1.2025/15