الصورة الفنية عند جميل حيدر ومصطفى جمال الدين دراسة موازنة - ذكرى الحسين انموذجا -
DOI:
https://doi.org/10.56924/tasnim.s1.2025/14الكلمات المفتاحية:
الصورة الفنية، الموازنة، التحليل البلاغي، التشكيل الجمالي، البناء الدلاليالملخص
في عالم الشعر، تظلّ الصورة الفنية مرتكزًا جوهريًا في البناء الفني، فهي الوسيط الذي تنصهر فيه التجربة الشعورية وتنبثق من خلاله الرؤية الشعرية، لتغادر اللغة وظيفتها الإبلاغية وتلج أفق المجاز والانزياح، وإذا كان الشعر في جوهره محاولة دؤوبة لإعادة تشكيل العالم عبر اللغة، فإن الصورة تمثل الأداة الأعمق التي يُعاد بها تشكيل الوعي، لا بوصفها تزويقًا بلاغيًا، بل بوصفها فعلًا تأويليًا يحمّل اللغة طاقة رمزية تتجاوز ظاهر القول، وانطلاقًا من هذا الفهم، يرصد هذا البحث ملامح الصورة الفنية عند الشاعرين جميل حيدر ومصطفى جمال الدين من خلال موازنة نقدية تتخذ من قصائد “ذكرى الحسين” نموذجًا بوصفها تمثيلًا فنيًّا للتجربة الشعورية المتصلة بحضور الإمام الحسين (ع) في الوعي الثقافي والوجداني، ولا سيما في سياق الاحتفاء الشعري الذي يتجاوز حدود المناسبة إلى رحاب الرمز والدلالة، ويهدف البحث إلى تحليل البنية التصويرية وطرائق تشكّلها في تجربة كل من الشاعرين، واستجلاء الفروق الأسلوبية والدلالية التي تعكس تباين الرؤية الشعرية والمرجعية الثقافية، إذ تنبع أهمية هذا البحث من كونه يسلط الضوء على أفق تعبيري فني يوازي البعد الديني والتاريخي لذكرى الحسين(ع)، ويُسهم في قراءة الصورة بوصفها مفتاحًا لتفكيك الرؤية الجمالية والفكرية للشاعر، وتتمثل مشكلة البحث في السؤال عن كيفية تباين الصورة الفنية في شعر ذكرى الحسين (ع) بين الشاعرين؟، وكيف تتبدى الفروقات البلاغية والتصويرية في بناء المعنى وانفتاحه على التأويل الرمزي؟، وما مدى تمكّن الشاعرين من تحويل “ذكرى الحسين” إلى بؤرة جمالية تستوعب الرمز والفجيعة، وتُفعّل الصورة بوصفها معمارًا جماليًا يُعيد قراءة القيم الكبرى – كالفداء والعدل والتمرد – بلغة شعرية ترتقي فوق التقرير وتؤسس أفقًا للتفاعل الوجداني والفكري، وقد اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلي القائم على الموازنة البلاغية والنقدية بين نصوص مختارة، للكشف عن طبيعة الصورة من حيث أدواتها وأبعادها الإيحائية ورسوخها في البنية الشعورية، وتوصل البحث إلى أن الشاعر مصطفى جمال الدين يجنح إلى استثمار المرجعية التراثية في توليد الصورة بصيغة تأملية متأنية تُعلي من شأن الاتساق الشعوري، بينما يوظف الشاعر جميل حيدر الصورة بطريقة حداثية تعتمد التكثيف والانزياح لتوليد التوتر الجمالي، الأمر الذي يعكس اختلافًا في الرؤية والاشتغال الفني، وتُظهر الموازنة أن الحسين(ع) ليس موضوعًا شعريًا طارئًا، بل هو بؤرة مركزية يعاد تشكيلها بوصفها رمزًا كليًا لقيم كبرى كالفداء والحق والعدل، فتصبح الصورة الفنية مجالًا لصهر التجربة الذاتية في أفق جماعي ينهض على التوتر بين الحسي والمتعالي، ويجعل من اللغة أداة كشف لا محض وصف، ومن الشعر رؤية لا مجرد تعبير، فتصبح القضية الحسينية بوصفها نموذجًا فريدًا لتقاطع الألم بالحكمة، والمأساة بالبطولة، والموروث بالمعاصر، فهذه الذكرى لم تكن مجرد حادثة سردية، بل تمثل في الوعي الجمعي طاقة رمزية هائلة، أغرت الشعراء بالتعبير عنها لا بوصفها تاريخًا، بل كرمزٍ للثورة، والصبر، والمفارقة الوجودية الكبرى، ضمن هذا الأفق، تتأتي هذه الدراسة لتقديم قراءة مغايرة للشعر الديني حين يُعاد تشكيله فنيًّا، بعيدًا عن التقريرية، مستندًا إلى بلاغة الصورة وبنيتها الرمزية، وهو ما يجعل الدراسة مساهمة في تجديد النظر إلى الشعر الديني بوصفه خطابًا فنّيًا قابلاً للتأويل والتحديث.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2025 مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية

هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.
