بلاغة العتبات النصية في رواية خطوط الطول وخطوط العرض لعبد الرحمن مجيد الربيعي

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى تحليل بلاغة العتبات التي استخدمها عبد الرحمن مجيد الربيعي في روايته "خطوط الطول وخطوط العرض"، من خلال التركيز على دلالات العتبات النصية، وتحديدًا   عتبات المقدمة والخاتمة، ودلالات التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز في النصوص المقتبسة.

ففي المبحث الأول، تم التركيز على عتبة المقدمة كأداة لفهم سياق النص والتوجهات الأدبية التي يسلكها الكاتب، ويظهر أن المقدمة تقوم بدور الإضاءة على النصوص وتقديم تفسيرات واضحة للقارئ، مما يسهم في فتح آفاق جديدة لفهم التجربة الأدبية، وعُرض المقطع الذي يصف تآمر الناس على المدينة وكيف تم تمثيلها في المقدمة، مما يخلق توقعات معينة حول بنية الرواية.

أما عتبة الخاتمة فتعتبر إغلاقًا للفضاء التخيلي، ومكملًا للأحداث عبر تقديم صورة متكاملة عن الصراع والمفاجآت التي قد تحدث في الرواية، فبخلاف الاستهلال الذي يمثل بداية النص، تسهم الخاتمة في تقديم نضج للقارئ وتوجيه قراءته نحو التأويلات النهائية للنص.

أما المبحث الثاني تناول بلاغة العتبات الدلالية، مع تحليل مفصل لثلاثة أنواع رئيسية من البلاغة في النصوص المقتبسة، وهي: التشبيه والاستعارة والكناية والمجاز، وفي التشبيه والاستعارة، تم بيان كيف يساهم الربيعي في خلق صور حية وواقعية تعبّر عن معانات الشخصيات من خلال مقارنة ملموسة ومجردة تثير مشاعر القارئ، وكما تم تحليل الكناية كمجاز يستخدمه الربيعي لتوجيه النقد الاجتماعي والسياسي، حيث يتم التعبير عن مشاعر الغضب من خلال التلميح وليس التصريح، وأما المجاز فكان أسلوبًا متكررًا للتعبير عن الوجدان الإنساني والنقد السياسي، ويظهر ذلك من خلال التلاعب بالكلمات والمفردات التي تعكس المعاناة والانكسار.

وفي ختام هذه الدراسة، يمكن القول بأن الربيعي يستخدم الأدوات البلاغية بشكل متقن لبناء نصوص أدبية ذات طابع نقدي وساخر، مما يساهم في إثراء العمل الأدبي ويحفز القارئ على تأمل الواقع الاجتماعي والسياسي.