العنوان (مصطلح الساعة في القران الكريم (دراسة تحليلية نقدية)

الملخص

يبرز مفهوم القرآن يفسر بعضه بعضا معيارا محدد الفهم القرآن وعدم التعسف في تأويله ويعمل على إظهار سمة التكامل الدلالي للقرآن، وهو تكامل يجعله مستغنيا عن غيره في إيضاح دلالات ما ورد فيه من ألفاظ وتركيبات. وقد عملت على صياغة ذلك في مقترح منهجي يؤكد على الهيكل التدويني للنص الإلهي؟ ويعتمد الألفاظ القرآنية بوصفها الوحدات الدلالية الأساس في هذا النص. وهذا المدخل اللفظي للفهم هو الذي يهيئ الأساس للانطلاق نحو تفسير النص كله. يتمثل المستوى الإجرائي ههنا بتتبع موارد اللفظة القرآنية، ذلك لأن دلالتها القرآنية ستتمثل بكل مورد من مواردها, وسيكون السياق اللغوي خاضعا لسمات تلك اللفظة الدلالية ملبيا لحاجاتها. وبذا فهو وسيلة للكشف عن تلك السمات التي يختزنها في ألفاظه. والسياق في منهجنا سياق متسع يتجاوز الموضع الواحد إلى كل مواضع اللفظة، ويختزن هذا المنحى واحدية الدلالة لا تعددها. وكلما ازدادت موارد الاستعمال ازدادت المحددات الدلالية للفظة موضع الدراسة وللألفاظ المصاحبة. لقد رصد البحث لفظة الساعة، ووقف على علاقاتها التركيبية من إسناد وتعلق وتعدية وإضافة وغيرها وأعتنى بمصاحباتها وهي ألفاظ ظهرت معها في أكثر من مورد. وكانت نتيجة ذلك أن اسمية الساعة تتعالق مع أفعال المجيء، والإتيان، والقيام ، والساعة يمكن رؤيتها بالعين عند مجيئها وهي كائنة في الدنيا لابد منها وهناك سؤال ورهبة من أمرها، فهي مورد للمجازاة ولا مجال للهرب أو الإمهال؛ مع أوصاف أخرى تؤكد كونها عاقلة بامتلاكها القدرة على التدبير عبر الانتقال والمباغتة واختيار الوقت المناسب؛ فهي تأتي على اختلاف من الأحزاب بينهم وبذا فهي ليست من أسماء القيامة كما يرى المفسرون عامة. ومجمل ذلك يقودنا الى القول بأن الساعة في القرآن الكريم علم دال على مسمى عاقل مرتبط بالله تعالى لما يأتي لتحقيق وعد الله بالعدل، ومعاقبة المجرمين، وهي صورة تقترب كثيرا من تلك النصوص النبوية الذي ذكرت مهدي أخر الزمان، بل إن بعض الأحاديث عن العترة الطاهرة أطلقت بوضوح عليه تسمية الساعة.