الخطاب الديني المعتدل عند الإمام علي(ع) وأثره في الوحدة الإسلامية

المؤلفون

  • خولة مهدي شاكر الجراح

DOI:

https://doi.org/10.56924/tasnim.s1.2024/3

الملخص

من العبث أن يحاول أحد إنكار ما حدث في حقب تاريخية طويلة من كوارث إنسانية وأحداث دموية أورثت المجتمع البشري دماراً وخراباً وإراقة دم أثر اعتبار الأمر المتفاوت والمختلف عقيدياً ودينياً مستحقاً للعذاب. وزخرت صفحات التاريخ بإلحاق أشد العقوبات وأقسى العذاب بأناس لم يكن لهم ذنب إلا الاختلاف في الرأي والعقيدة، ولا يختلف الآن عن السابق كثيراً في وجود مثل هذه الصراعات والفتن من أقصى بقاع العالم إلا أقصاها، وإن الصراع ألعقيدي أو الفكري مما لا يمكن حصره في دين أو مذهب دون آخر. والذي يروم إليه البحث هو بيان ضرورة الاعتراف بوجود آخر يختلف معنا في الرأي والرؤية وفي الدين والعقيدة وأن نتأكد من استحالة استئصال التعدد المذهبي والديني من خلال ممارسة الإلغاء وأعمال الشطب ضده. والذي نتطلع إليه في هذا البحث التعرف على الرؤية الإسلامية المتجسدة بشخصية نظير الرسول (صلى الله عليه وآله) وأمينه ووصيه الإمام علي (عليه السلام) أنموذجاً لتلك الرؤية المحقة سعياً لتقديم حدود وأطر من الإنسانية والعقلانية والفطرة من جهة أخرى حيث تنطوي على الإيمان بالله وبالقيم المشتركة بين أبناء البشر، الأمر الذي جاء الدين مع اختلاف أسمائه وتعدد نسخه في كل حقبة تاريخية لتكريسه وتمتينه في الحياة وأحسب أن الوصول إلى فهم أن الدين بكل تجلياته وتبلوراته جاء ليدفع الإنسان إلى الأمن لا يدعوا إلى بذل جهد كبير، ولعل من خير فوائد مثل هكذا بحوث الوصول إلى تكريس الأصول الدينية والحقائق السامية في الشرائع السماوية أهم بكثير من التركيز على الجانب التشريعي والمنهاجي المتعلق بالظروف الزمانية والحيثيات الاجتماعية، وإلا فأن الطريق المؤدي للخلاص واحد غير متعدد والصراط حسب التعبير الإلهي مفرد لا يتعدد. لعل من المهم أن ندرك طبيعة النظرة الإسلامية إلى النفس الإنسانية بصفة عامة لندرك كيف تناول المنهج الإسلامي قضية غير المسلمين وكيفية التعامل معهم.إن النفس الإنسانية بصفة عامة مكرمة ومعظمة..وهذا الأمر على إطلاقه وليس فيه استثناء بسبب لون أو جنس أو دين،قال تعالى:(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا)(الإسراء: 7.) وهذا التكريم عام وشامل للمسلمين وغير المسلمين،فالجميع مفضل على الكثير من خلق الله،وقد انعكس هذا التكريم العام على كل بند من بنود الشريعة الإسلامية. وإذا علمنا أن المسلم يعتقد أن الحساب يوم القيامة بيد الله وحده،أدركنا إن المسلم لا يفكر مطلقا في إجبار الآخرين على اعتناق الإسلام،قال تعالى:(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(يونس: 99) فمهمة المسلم ببساطة أن يصل بدعوته نقية إلى غير المسلم،أما ردود أفعالهم تجاه هذه الدعوة فلا يسأل عنها المسلم ولا يحاسب عليها، قال تعالى (وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ * اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) (الحج: 68- 69) من هذا المنطلق جاءت أوامر الشريعة الإسلامية الخاصة بالعدل والرحمة والألفة والتعارف، وفضائل الأخلاق جاءت عامة تشمل المسلمين وغير المسلمين.لذلك سوف يقوم البحث بدراسة كيفية تعامل الإسلام متمثلاً بشخص الإمام علي(ع) مع الأقليات الدينية آنذاك.

التنزيلات

بيانات التنزيل غير متوفرة بعد.

التنزيلات

منشور

2024-08-20

كيفية الاقتباس

الجراح خ. م. ش. (2024). الخطاب الديني المعتدل عند الإمام علي(ع) وأثره في الوحدة الإسلامية. مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية, 3(3), 64–77. https://doi.org/10.56924/tasnim.s1.2024/3