دور الامن الفكري في حماية المجتمع من التطرف وفق التشريع الاسلامي

الملخص

ابرز البحث إن من المفاهيم الحديثة مفهوم الأمن الفكري الذي  لم يعرف في ثقافتنا بهذا اللفظ، ولكن مضمونه قديم،اذ ان  للأمن الفكري الإسلامي حاجة ضرورية، لا تستقيم الحياة بدونه؛ بل هو أساس الأمن للمجتمعات عامة، وهو أهمها، وأساس وجودها واستمرارها، كونه عنصراً أساسياً في حفظ الضروريات الخمس التي جاءت الشريعة الإسلامية بحفظها. بين البحث ان مما يساعد على التعايش الديني في البلدان المتعددة الطوائف والأديان هو توسيع دائرة الانتماء في البلد، وان التعارف والتقارب وتحقيق السلام هي إحدى الغايات التي خلق الإنسان من أجلها. وضح البحث ان للأمن الفكري الإسلامي سمة بارزة من سمات قيام المجتمع الإسلامي في عصر النبوة، وهو أساس من أسس حماية المجتمع من الفتن، وانزلاقه في دهاليز الظلمة ويعد الأمن الفكري الإسلامي اصلاً من اصول بناء المجتمع في العصر النبوي ويظهر ذلك جلياً في سنة النبي  بشكل عام وفي وثيقة المدينة بشكل خاص. اكد  البحث إبراز ان مفهوم  التعايش هو إلارادة الحقيقية لاهل الأديان كافة والحضارات  والمعتقدات المختلفة في العمل من أجل أن يسود الأمن والسلام العالمَ، وحتى تعيش الإنسانية في جو من الإخاء والتعارف على ما هيه الخير الذي يعم بني البشر جميعا دون استثناء،فالتعايش السلمي تعبير يراد بِهِ خَلْقُ جَوٍّ مِنَ التفاهم بين الشعوب بَعِيدا" عَنِ الحَرْبِ والعنف . وقد أبرز البحث جملة من الحقائق بعد أن تمت معالجة المقدمات الممهدة لها؛ اذ وضح البحث أهمية ـتفعيل حق المواطنة في المجتمع والآلية الناجعة للحد من الفتن و الصراعات الطائفية و العرقية والجنسية في أي مجتمع على قاعدة المساواة وعدم التمييز. ان نبذ التطرف له اثر في ترسيخ مقصد مهم من مقاصد الشريعة وهو المحافظة على عقول الناس، من الانحدار نحو التصورات الفاسدة، والافكار المنحرف لذا أصبح لزاما من ضرورة  تحذير العوام من الولوج في فهم القضايا العلمية وبناء تصوراتهم على وفق قراءاتهم الخاصة وغير المنضبطة بأصول وقواعد التفكير العلمي والأكاديمي. اكد البحث ان النص القرآني بين من خلال دلالاته اهمية عنصر المواطنة في حياة الانسان المسلم لذا نجد انه عرض لنا جملة من التجارب التي خاضها انبياء الله وهم يتعرضون لحالة الجلاء القسري من بلادهم .  خلص البحث أن التعايش السلمي هو اتفاق وقبول وتصالح أخلاقي بين الناس في تعاملهم ومعاملاتهم حيث ما وُجِدوا في نفس الزمان والمكان.