التأصيل الفكري والمعرفي في ابعاده التاريخية السيدة الزهراء عليها السلام اختيارا
DOI:
https://doi.org/10.56924/tasnim.8.2024/3الكلمات المفتاحية:
السيدة فاطمة الزهراء (ع)، حياة السيدة فاطمة (ع)، حزن السيدة فاطمة (ع)، مكانة السيدة فاطمة (ع)الملخص
من يطلع على حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام تصبح لديه تصورات فكرية ومعرفية بشأن كل مواقفها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والتعمق في قراءة النصوص التاريخية وملاحظتها بتركيز يرى ان هناك تأصيل قصدته السيدة الزهراء (عليها السلام) ليكون شاهدا على احداث عصر الرسالة وما الت اليه أمور الشريعة الإسلامية بعد الانقلاب على الاعقاب، وفي نسق المواقف هناك أفكار او أسئلة تراود العديد من المهتمين والباحثين، أولها طبيعة حياتها القصيرة التي لم تتجاوز الثمانية عشر سنة، وثانيها اثرها في نشأة البيت العلوي، وثالثها مواقفها من رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) سواء في عصر الرسالة او بعد وفاته، والأكثر أهمية في تلك الحياة ما نراه في حزن السيدة فاطمة عليها السلام على ابيها؟ اذ انها تألمت كثيرا من المجتمع المدني، فكانت قاصدة في كلامها ان تعرف ذلك المجتمع بالإيجابيات والسلبيات التي عكست مواقفهم من عصر الرسالة المحمدية، فهم أنصاره، ولكنهم لم يكونوا كذلك بعد وفاته، فلم يبقون على نهجهم بل تبدلوا بتفكيرهم وانطباعهم عن النبوة والامامة او الخلافة من بعده، وهذه المسالة غاية في الأهمية، اذ هناك حقائق حصلت بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) لكن المجتمع المدني لم يهتم لها وحاول ان لا يعطيها تلك الأهمية التي كانت واضحة في فكر السيدة فاطمة عليها السلام، لذلك جاءت فكرة البحث محاولة في إعادة استقراء مواقفها الفكرية والمعرفية من اجل إعطاء صورة متماسكة في محتواها للموضوع بغية الوصول الى قراءة جديدة لفهم تلك المواقف، اذ ليس من الحكمة ان تحزن السيدة الزهراء (عليها السلام) وتخرج الى قبر رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) وتشتكي اليه ما حصل من بعده، فهل كانت بخروجها آنذاك تحاول ان تعكس للمجتمع المدني انها غير راضية على مواقفهم تجاه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) بعدما وجدتهم انه خذلوه في وصيه ولم ينصروه، بل وقفوا الى جانب الباطل ونصروه، ام ان السيدة الزهراء ارادت ان تعكس حقيقة أخرى مفادها ان نبي الرحمة (صلى الله عليه واله وسلم) قتل بمؤامرة من قبل البعض وهذا ما جعلها تزداد حزنا يوما بعد يوم، فهذه الأفكار سيحاول البحث الإجابة عنها في محاوره التي ستقسم الى ثلاثة محاور، في المحور الأول سيكون بشأن مكانة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في حياة ابيها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، بينما المحور الثاني سيهتم لحزن السيدة الزهراء (عليه السلام) في الروايات التاريخية، اما المحور الثالث: يكون عن الزهراء في ميزان اهل المدينة بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)، بهذا التقسيم سيكون البحث فيه محاولة لاستقراء واقع حال ذلك العصر وما جرى او القريب من حدث وقع آنذاك، فليس من الحكمة قراءة الروايات التاريخية وهي تنقل خبر حزن الزهراء عليها السلام واستمراريتها على البكاء وندب ابيها رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) حتى عدة من البكاءين الخمسة، فهذا الحزن يحمل اسرار لم تفصح الروايات عنها بشكل مباشر، بل أبقت على حقيقتها في ما حملت من معان تدل على ان إصرار الزهراء على حزنها يدل على انها حاولت عكس حقيقة مؤلمة وقعت ستبقى واضحة عبر الأجيال اللاحقة ما بقيت الحياة.
التنزيلات
التنزيلات
منشور
كيفية الاقتباس
إصدار
القسم
الرخصة
الحقوق الفكرية (c) 2024 مجلة تسنيم الدولية للعلوم الانسانية والاجتماعية والقانونية
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivatives 4.0 International License.