الاستدلال اللغويّ لتنزيه الله سبحانه في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ (عليه السلام)

الملخص

يتناولُ هذا البحث كشفَ سعي مجموعة من نصوص التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ (عليه السلام) إلى إيصال معاني النصوص إلى ساحة الإفهام، بإحراز تجرّدها من الإخلال بتنزيه الله سبحانه وتعالى، إذ لم يتخطَ كثيرٌ من تفسيرات النصوص القرآنيّة عقبةَ ملائمة تنزيه الله سبحانه وتعالى، في حين حظيت تفسيراتٌ أخرى بتخطي تلك العقبة، بما تضمّنته من معالجات لغوية ناجعة. وكانت عُدّةُ نصوص التفسير المنسوب إلى الإمام (عليه السلام) في بلوغ غايتها تلك، جعلَ الدليلَ اللغويّ طريقاً لبلوغ المعنى الذي يَدفعُ ما يفتُّ في عضد تنزيهه سبحانه وتعالى. ولا شكَّ أنّ اعتمادَ الدليل اللغويّ مسلكٌ يضمن مستوىً من الإقناع عند المتلقي لا يُمكن دفعُه ؛ فالأدلّة اللغويّة قائمةٌ على أسس مشتركة بين المتحاجّين، وليس بوسع أحدٍ منهم إنكارُها، ولا سيّما في نصوص تفاعلية كالتي يدرسها البحث. وإذ يحرص البحثُ على بيان سعي تلك النصوص إلى ملائمة معاني الألفاظ لما يناسب الله سبحانه وتعالى من تنزيه، فهو يربطُ الاستدلالَ اللغويّ في بعض نصوص التفسير بما أنطوى عليه مشهور أقوال العلماء من معالجاتٍ لغويّة تسعى لتحقيق المناسبة بين معاني ألفاظ النصوص القرآنيّة في المواضع المدروسة، وتنزيه الله سبحانه وتعالى. وجاء ذلك الربطُ بالنظر إلى أنّ الاستدلال اللغويّ المدروس في البحث يقع ضمن إطار تلك المعالجاتِ مع حفظ رجحانه عليها، بتركه النصوص بعيدةً عن التأويل وتغيير جهات ارتباط المعاني.