منهجية الامام الحسن بن علي (عليهما السلام) السياسية في الحكم

الملخص

لقد مثلت السياسة عند الامام الحسن منهجاً كاملاً للحياة، وشاملاً لكل جوانبها. وأسس نظاماً كاملاً للعقيدة، وشرع لهم نظاما كاملا للأخلاق، وشرع لهم نظاما كاملا للعبادات، وشرع لهم نظماً متعددةً للمعاملات تغطي جوانب الحياة جميعاً؛ اذ بين البحث ان السلوك المثالي القويم من لدن الإمام عليه السلام المتمثل في تحلّيه بالحِلم، والأناة، والرفق، وقد خلص البحث ان الصفح يعدّ تبصّراً في نتائج الأمور قبل اتخاذ القرار، وإنّ التفكير بإيقاف الحرب ما هو إلا قرار صادر عن شخصية ربانية تتلقى أحكامها من وحي الشريعة الإلهية المحمدية ، وفيه ما فيه من الحِلْم والحكمة والكياسة ما لم يمتلكه الطرف الآخر. اكد البحث إنّ الحِلْم لدى الإمام الحسن لم يكن من منطلق ذلٍ أو تخاذلٍ إنما من منطلق قوةٍ وشجاعةٍ امتلكهما الإمام سلام الله عليه. فكان حلمه مصحوبا بالشجاعة، والاقتدار المقترن بالحرية الفكرية، ورأى الامام أنّ مصلحة الأمة تقتضي العدول عن قرار الحرب في ظلّ ظروف استثنائية عسيرة شهدها الإمام آنذاك قد ذكرها التأريخ، وقد ابرز البحث ان هدف الإمام أكبر من أن يكون انصياعًا لهوى نفسٍ أو ضعفٍ أو تهاونٍ عن حقّ شرعه الخالق له سبحانه وتعالى ، بل على العكس إنّ الحِلْم لدى الإمام الحسن لم يكن من منطلق ذلٍ أو تخاذلٍ إنما من منطلق قوةٍ وشجاعةٍ امتلكهما. وضح البحث ان المفاوضات مع معاوية لا تعدّ مصالحة أو تنازلاً أو ضعفًا وهوانًا من الإمام سلام الله عليه إنما هي فضّ لاشتباك مؤقت بين قوتين عسكريتين بدلالة نص الإمام في بنود الصلح على عدم مناداته لمعاوية بأمير المؤمنين باللقب الرسمي للخلافة.